بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين .
أنا أؤمن بالإسلام ديانةً خاتمة مهيمن كتابُها على جميع الرسالات السالفة لرسالة محمد خاتم النبيين ، وأتّبع اثـنَـي عشر إمامًا (أوّلهم عليّ بن أبي طالب وآخرهم محمد بن الحسن "المهديّ") خلفاءَ لرسول الله محمد وأوصياءَ على رسالته (القرآن) التي بعثه الله تعالى بها رحمة للعالمين.
معروف عن تراث محمد وآل محمد أنّ للقرآن معانيَ باطنية تُفهَم بالتأويل ، أي أنّها تدرَك على نحو مغاير للمعنى المباشر الوارد في سياق آية ما من آيات القرآن ، فتأخذَ المتمعّنَ فيها إلى عَوالِمَ مستورة "خلف" السياق الظاهر للآية القرآنية . وهذه المعاني الباطنية يعلمها محمد وآل محمد بالقدر الذي أراده الله تعالى لهم من الاطلاع على خفايا تدبيره لخلقه ، حسبما أودع هذه الخفايا ووزّعها على مدى آيات القرآن الكريم.
وأؤمن كذلك بأنّ هذه المعاني الباطنية قد يهتدي أيّ منّا إلى بعضٍ مما عرَفه منها محمد وآل محمد . فقد منَّ الله تعالى عليَّ ، في سياق بحثي وطلبي ، بأن فهّمني مسالك الوصول إلى بعض هذه المعاني . وقد اكتشفتُ أنّ النظام القرآني هو كلٌّ متكامل يشتمل على معادلات رقمية وجودية ، تحملها آيات القرآن ، تُبـيّن ألوانَ تدبير الله لحوادث الخَلق ، في تناسق وانسجام وترابط عبر الأماكن والأزمنة . وجدتُ أنّ أدقّ وأبسط تفاصيل حوادث العالم محصًى في آيات القرآن ، فالقرآن – وقد أوحي إلى النبي محمد قبل أكثر من 1400 عام من بدايات الألفية الثالثة -- هو محتوًى يُـبطن ما سيكون في سياق الأزمنة المتلاحقة (قبل نزوله وبعدَه)، وهو مخلوق محكَم التوليف ، أبدعه الله تعالى وجعله باب هداية كما جعله مستودَع ما حدث وما سيحدث في سياق توالي حوادث الكون.
حِسَـاب الجمَّل
في سياق اطّلاعي على مرويات آل محمد (ص) ، عرفت أنّ ثمة ما يُسمَّى بـ "حِسَاب الجمَّل". هذا الحساب هو طريقة لتسجيل صوَر الأرقام والتواريخ باستخدام الحروف الأبجدية، إذ يُعطى كل حرف رقمًا معيّنًا يدلّ عليه . فكانوا من تشكيلة هذه الحروف ومجموعها يصلون إلى ما تعنيه من تاريخ مقصود... وقد بدأ العَرَبُ يَعُدّون باستخدام الأحرف الهجائية (ومنها نشأ حساب الجُمَّل) ؛ حيث ، وبعد انتشار ديانة الإسلام ونزول القرآن الكريم وتوسع رقعة الخلافة المسلمة وقيام دولتها الكبرى ، دعت الحاجة إلى الحساب واستخدام الأرقام للعدّ... اقتبس عندها المسلمون من فتوحاتهم "حِسَاب الجُمَّل". وقد استمرّ حساب الجُمَّل زمنًا طويلًا، فاستعمَله العَرَبُ في علومهم وتجارتهم وجداولهم الفَلَكيّة ، وحساب أوزانهم ، وكذلك في التأريخ للمعارك، والوفيات والأبنية...
فإذا أرادوا كتابة الرقم (1240) كتبوا "غرم"، لأن الغين 1,000، والراء 200، والميم 40 ... فنجد من "التمثيل العدديّ" (ت. ع.) الأمثلةَ على ذلك: رب = 202 .// ريح = 218 .// شعب = 372 .
والذي حدث معي ، في سياق بحثي وطلبي ، أني اكتشفتُ أنّ الأرقام ، ومنها "حساب الجمَّل" ، هي بمثابة عمود فقري للولوج إلى المعاني الباطنية في القرآن الكريم . ألهمني الله عرضَ ما يُسمَّى بـ"التمثيل العدديّ" (ت. ع.) لحروف الأبجدية على القرآن ليتبيـّن لي المعنى الباطني لآية ما .
كيف أجد حوادثَ العالم في القرآن من خلال حساب الجمَّل؟...
في الأعم الأغلب ، أجمع أرقام تاريخ وقوع حدث معين ، والرقم الحاصل لديّ أعتبره يمثل رقم سورة من سوَر القرآن . وقد أعود وأجمع طرَفي الرقم الحاصل ، ثم أعتبر أنّ الرقم الجديد المتحصَّل لديّ يمثل رقم سورة من سوَر القرآن . مثلًا ؛ مع تاريخ 23/6/2024 : أجمع 3 + 2 + 6 + 4 + 2 + 0 + 2= 19 ، فأعتبر أنّ الرقم 19 يمثّل السورة رقم 19 في القرآن الكريم . وقد أعود فأجمع 9 + 1= 10 ، فأعتبر أنّ الرقم 10 يمثل السورة رقم 10 في القرآن الكريم .
وهكذا ، يأخذني تاريخ وقوع حدث معين إلى سورة معينة في القرآن . ثم أنظر إلى عناصر هذا الحدث ؛ بمعنى أنّي أحسب "التمثيل العدديّ" – ت. ع. -- (من خلال حساب الجمَّل) لأسامي الأشخاص المشمولين في الحدث ، أو لأسامي الأشياء المشمولة بالحدث ... والرقم المتحصًّل لديّ أعتبره رقم آية من آيات السورة التي عيّنـتها من خلال جمع أرقام تاريخ وقوع الحدث ... لأجد أنّ هذه الآية تفي معنى باطنيًّا يعبّر عن الشخص أو الشيء المشمول بالحدث . وقد أعود وأجمع طرَفي الرقم المتحصَّل من التمثيل العدديّ (ت. ع.) لأحصل على رقم جديد أعتبره رقم آية معينة من السورة المعيّنة ... مثلًا : التمثيل العدديّ (ت. ع.) لـ "زيـد": 7 + 10 + 4= 21 ، فيكون الرقم 21 هو رقم الآية من السورة المعيّنة ، وقد أعود وأجمع 1 + 2= 3 فيكون الرقم 3 هو رقم الآية من السورة المعيّنة .
وإلى جانب اعتماد حساب الجمَّل ؛ أجمعُ عددَ حروف اسم الشخص أو الشيء المشمول بالحدث ، وأعتبر الرقم المتحصَّل لديّ هو رقم آية معينة من السورة المعيّنة . مثلًا: عدد حروف "بيروت" هو 5 ، فيكون الرقم 5 هو رقم الآية 5 من السورة المعينة
... على هذا النسق ، وجدت حوادث العالم محتواة في آيات القرآن الكريم .
وأشير إلى أنّني في كل نموذج بحث أستعمل "هايلايت" بلون مشترَك بين كلمات الآية وبين اسم الشخص/الشيء المعبَّر عنه في هذه الآية ؛ وكذلك ألوّن الكلمات في الآية وأسامي الأشخاص/الأشياء المعبر عنهم في هذه الآية بلون مشترَك ؛ ليسهل الربط بين عناصر الحدث وموضع المعنى الباطني من الآية ... إضافة إلى وضع سطر مثلًا تحت جملة في آية ، وسطر تحت اسم الشخص/الشيء المعبَّر عنه في هذه الآية . وسيتضح كل هذا لدى اطّلاعكم على كل نموذج بحث ، والمعلومات موجودة على الإنترنت (ويكيبيديا ومواقع أخرى) . .
هادي نعمة